الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

المضامين التربوية عند ابن رجب

                       

المضامين التربوية للإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي

إعداد الطالب  :
عبدالله محي عبدالله محي

إشراف فضيلة  الدكتور :
عيد حجيج الجهني
حفظه الله

 

 

 

 











 ابن رجب الحنبلي
مقدمه :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,  وبعد :
          الإسلام دين الخير والرحمة ، ودين الحب والمودة ، ودين الوسطية والحرية ، يعطي العقل حرية التفكير ولا يحجب عنه الحقيقة  بالتلبيس  ، يرفع من شأن العلماء ، ويدعو أهل الجهل بالتعلم والتعليم ، من تدبر في حقيقته وجد ضالته ، ومن أعرض عنه تخبط في ضلال وتعتيم, وقد أشرق على هذه الأرض معلم الأمة وقائدها ومربيها بعدما طغت الظلمة وعاثت الوثنية ، فعاش الناس من بعده حياة هنية ، وتفتحت عقول البشرية لتجد أن ما قاله حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم هي دعامة الحياة " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب الله وسنتي " فعاش الناس متمسكون بهما ، وظهر منهم علماء معلمون أهل فكر وتدبر ، فأعانوا الناس  على أمور دينهم ، وأوضحوا آيات الإسلام بفكرهم ، فأصبحوا أعلامًا  للتربية الإسلامية ، لهم رأي فيها ، ونظريات تجاهها ، فاتفقوا في أصول الإسلام ، واختلفوا في فروعه ، فكان ذلك رحمة للناس ، وتيسيرًا لهم وهم بذلك أظهروا ما للدين من مرونة في التعامل ، وأصالة في الجذور ، واهتمامًا بحقوق الفرد والجماعة فيه ؛  من أجل ذلك آثرت أن أبحث في فكر بعض هؤلاء العلماء ما توجوا به تربيتنا الإسلامية من فكر تربوي ،  بعدما أستعرض حياة كل عالم من مولده حتى وفاته ، رحمهم الله جميعًا وعفا عنهم  وأسكنهم فسيح جناته .
        في هذا البحث تم استنباط المضامين التربوية عند ابن رجب الحنبلي ,  لما  لهذا العالم الجليل من أفكار تربوية نافعة لكل زمان ومكان .


أهمية البحث :
تنبع أهمية هذا البحث في استنباط أهم المضامين التربوية التي وردت عند ابن رجب والرجوع إلى تاريخ التربية الإسلامية .

أهداف البحث :
هدف هذا الباحث الى عدد من الاهداف منها :
1-  معرفة حياة الأمام ابن رجب وأهم المبادئ التعليمية .
2-  الاستفادة من المضامين التربوية التي أوردها ابن رجب .




نتوقع في نهاية هذا البحث أن يجيب على التساؤل الرئيس :
ماهي المضامين التربوية التي وردت عند ابن رجب ؟

كما  يجيب البحث على التساؤلات الفرعية التالية : 
1-   ما أهم مراحل حياة الأمام ابن رجب ومبادئه في التعليم ؟
2-   ما أهم المضامين التربوية عند ابن رجب  ؟

منهج البحث :  
استخدم الباحث في هذا البحث منهج البحث الوصفي الاستنتاجي وذالك من خلال استنتاج أهم المضامين التربوية عند ابن رجب بالرجوع إلى أهم مصنفاته  وبعض الدراسات السابقة .

مصطلحات الدراسة :
1- المضامين التربوية :
المضامين : جاء في لسان العرب " المضامين ما في بطون الحوامل من كل شيء كأنهن تضمنه , وقال أبو عبيده : المضامين : مافي أصلاب الفحول , وهي جمع مضمون , ويقال ضمن الشي بمعنى تضمنه , ومنه قولهم : مضمون الكتاب كذا وكذا .

التعريف الاصطلاحي التربوي : تعرف المضامين التربوية في العملية التربوية بأنها :
كافة المغازي والأنماط والأفكار والقيم والممارسات التربوية التي تتم من خلال العملية التربوية لتنشئة الأجيال المختلفة عليها تحقيقًا للأهداف التربوية المرغوب فيه .
2-   المفاهيم التربوية :
 فالمفهوم كما جاء في ( المعجم الوجيز  ) : " مجموع الصفات والخصائص الموضحة لمعنى كلِّي " 
التعريف الاصطلاحي :
وهو ما ألمح إليه ( مقداد يالجن ) بقوله :
" إذا نظرنا إلى الدراسات التربوية المعاصرة وجدنا مفهوم التربية الإسلامية لم يكن موضع الاتفاق بين الدارسين بعد .

الدراسات السابقة :
1- العنوان : التعليق على نظم اللآلئ في علم الفرائض لأحمد بن رجب طيبغا المعروف بابن المجدي (ت ٨٥٠ هـ) دراسة وتحقيق
المؤلف : أحمد بن محمد بن عايد الرفاعي الجهني
2- المسائل الفقهية في كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي ( في غير العبادات ) - ترتيبا ودراسة
 المؤلف : محمد بن حسن بن عبدالعزيز آل الشيخ


اسمه ونسبه :
هو الإمام الحافظ المحدث الواعظ , زين الدين , عبدالرحمن  بن أحمد ابن رجب بن الحسن بن محمد بن سعود السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي .

نشأته :
ولد في بغداد في ربيع الأول سنة 736هـ , وقيل سنة 706هـ  ، وقدم دمشق مع والده وهو صغير سنة 744هـ .
وهذا ما يؤكد أن ولادته كانت سنة 736هـ لأن عمره حال قدومه دمشق مع والده ثمان سنوات . أما القول أن ولادته في سنة 706هـ فهو خطأ , لأن عمره يكون حال قدومه دمشق 38سنة , وهذا غير صحيح .

حياته العلمية :
لقد تلقى العلم منذ نعومة أظفاره , حيث نشأ في أسرة علمية , وقد حرص أبوه على اصطحابه معه إلى حلقات العلم التي كانت تغض بها المساجد آنذاك , والتي يدرس بها فطاحل العلماء : ( .. فسمع معه من محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز , وإبراهيم بن داود العطار , وغيرهما .....)
 وكان يتنقل في الأمصار ويرحل في البلدان بقصد طلب العلم , ويحضر مجالس العلماء ويستمع منهم , ففي مصر سمع ( ... من أبي الفتح الميدموي , وأبي الحرم القلنسي , وغيرهما ) وأكثر من المسموع وأكثر الاشتغال بالعلم دراسة وتحصيلاً وتأليفاً , فكان يدرس ويملي ويكتب ويعظ ويقوم بمسؤولية التربية والتلعيم خير قيام .
 لقد كان ابن رجب رحمه الله محبوباً في كافة الأوساط العلمية في عصره , اجتمعت عليه الفرق ومالت القلوب بالمحبة إليه , وهكذا المربي ينبغي أن يكون في منزلة عالية من المحبة وأن يتربع على سويداء القلوب فينال بذلك الاحترام والإجلال والتقدير , ويحظى بسلطة علمية والتي هي أقوى من سلطة العصا والسوط , لأن هذه السلطة على البدن , أما سلطة المعلم فهي على القلوب والأرواح , فإذا حظي المعلم بهذه السلطة نججح في رسالته , وأفاد الناس بعلمه وأدبه وخلقه , فما أحوجنا اليوم إلى معلمين ومربين من هذا الطراز .



ورعه وزهده :
لقد كان ابن رجب ورعاً زاهداً مشتغلاً بالعلم منصرفاً لسماع الحديث وتعلم العلم وتعليمه للناس , وكان لا يشغله عنه شيء من أمور الدنيا : ( ... لا يعرف شيئاً من أمور الناس , ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات , وكان يسكن بالمدرسة السكرية بالقصاعين ) , قال ابن ناصر الدين : ولقد حدثني من حضر لحد ابن رجب أن الشيخ زين الدين ابن رجب جاءه قبل أن يموت بايام فقال له : ( احفر لي ها هنا لحداً – وأشار إلى البقعة التي دفن فيها – قال : فحفرت له ، فلما فرغ نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه فقال : هذا جيد , ثم خرج , قال : فو الله ما شعرت بعد أيام إلا وقد أوتي به ميتاً محمولاً في نعشه فوضعته في ذلك اللحد )

مؤلفاته :
( له مصنفات مفيدة ومؤلفات عديدة , منها : شرح جامع أبي عيسى الترمذي, وشرح الأربعين نووية , وشرع في شرح البخاري فوصل إل ىالجنائز , سماه فتح الباري في شرح البخاري , ينقل فيه كثيراً من كلام المتقدمين , وكتاب اللطائف في الوعظ , وأهوال القيامة , والقواعد الفقيه , تدل على معرفة تامة بالمذهب , وتراجم أصحاب مذهبه مرتبة على الوفيات , ذيل بها على طبقات ابن أبي يعلى , وله غير ذلك من المصنفات ) .
وقد حصر هذه المؤلفات بعض الباحثين المعاصرين وأوصلها إلى خمسة وخمسين كتاباً . وهي:
1-               الأحاديث والآثار المتزايدة في أن الطلاق الثلاث واحدة .
2-               أحكام الخواتيم وما يتعلق بها ( مطبوع ).
3-               إزالة الشنعة عن الصلاة بعد النداء يوم الجمعة .
4-               الاستخراج لأحكام الخراج ( مطبوع ) .
5-               الإيضاح والبيان في حكم طلاق الغضبان .
6-               الرد على من اتبع غير الذاهب الأربعة .
7-               القواعد الكبرى في الفروع .
8-               قاعدة غم هلال ذي الحجة .
9-               القول المعذاب في تزويج أمهات أولاد الغياب .
10-         الكشف والبيان عن حقيقة النذور والأيمان .
11-         منافع الإمام أحمد .
12-         نزهة الأسماع في مسألة السماع .
13-         إعراب البسملة .
14-         إعراب أم الكتاب .
15-         الاستغناء بالقرآن , وقد ذكره في كتاب الخشوع في الصلاة حيث قال : وقد ذكرنا أخبارهم في كتاب الإستغناء بالقرآن .
16-         تفسير سورة الفاتحة .
17-          الكلام على سورة الإخلاص .
18-         الكلام على سورة النصر .
19-         اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى .
20-         جامع العلوم والحكم .
21-         الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي r : ( بعثت بالسيف بين يدي الساعة ) .
22-         شرح حديث : ( إن أغبط أوليائي عندي ) .
23-         شرح حديث شداد بن أوس : ( إذا كنز الناس الذهب والفضة )
24-         شرح حديث عمار بن ياسر : ( اللهم بعلمك الغيب ) .
25-         شرح حديث : ( ما ذئبان جائعان ) ويسمى أيضاً ذم الجاه والمال .
26-         شرح حديث : ( لبيك اللهم لبيك )
27-         شرح حديث أبي الدرداء : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ).
28-         شرح حديث : ( يتبع المؤمن ثلاثة ) .
29-         شرح حديث : ( مثل الإسلام ) .
30-         شرح علل الإمام الترمذي .
31-         شرح غاية النفع في شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع .
32-         فتح الباري بشرح صحيح البخاري .
33-         كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة , وهو شرح حديث : ( بدأ الإسلام غريباً ) .
34-         المحجة في سير الدجلة , وهو شرح حديث ( بدأ الإسلام غريباً ) .
35-         نور الإقتباس في مشكاة وصية النبي r لابن عباس , وهو شرح حديث : ( احفظ الله يحفظك ) .
36-         الذيل على طبقات الحنابلة .
37-         سيرة عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز .
38-         مختصر سيرة عمر بن عبدالعزيز .
39-         مشيخة ابن رجب .
40-         وقعة بدر .
41-         استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس .
42-         الاستيطان في ما يعتصم به العبد من الشيطان .
43-         الإلمام في فضائل بيت الله الحرام .
44-         أهوال القبور .
45-         البشارة العظمى في أن حظ المؤمن من النار الحمى .
46-         بيان فضل علم السلف على علم الخلف .
47-         التخويف من النار .
48-         تسلية نفوس النساء والرجال عن فقد الأطفال .
49-         الذل والانكسار للعزيز الجبار , طبع بهذا العنوان , وبعنوان : الخشوع في الصلاة .
50-         ذم الخمر .
51-         صفة النار وصفة الجنة .
52-         الفرق بين النصيحة والتعيير .
53-         فضائل الشام .
54-         كلمة الإخلاص وتحقيق معناها .
55-          لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف .

من مصادره في التأليف :
من المصادر التي استقى منها بعض آثاره وآراءه التربوية كتاب في التفسير لأبي حاتم قال عنه : ( وفي تفسير ابن أبي حاتم بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس قال : الصمد الذي تصمد إليه الأشياء إذا نزل بهم كربة أو بلاء ) . وكتب لبعض العلماء في الحديث النبوي قال رحمه الله : ( وقد جمع العلماء رضي الله عنهم جموعاً من كلماته الجامعة , فصنف الحافظ أبو بكر ابن السني كتاباً أسماه الإيجاز , وجوامع الكلم من السنن المأثورة . وجع القاضي أبو عبدالله القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتاباً سماه الشهاب والحكم والآداب , وصنف على منواله قوم آخرون .
وأشار الخطابي في أول كتابه : غريب الحديث إلى يسير من الأحاديث الجامعة , وأملى الإمام الحافظ أبو عمر بن الصلاح مجلسا سماه الأحاديث الكلية , جمع فيه الأحاديث في الجوامع التي يقال إن مدار الدين عليها , وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة .
اشتمل مجلسه هذا على ستة وعشرين حديثاً , ثم إن الفقيه الإمام الزاهد القدوة أبا زكريا يحيى النووي أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح وزاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثاً وسمى كتابه بالأربعين )
ومن مصادره أيضا ً :
1-   الجامع الكبير, لمحمد بن الحسن .
2-   كتاب العيدين , لجعفر الفريابي .
3-   كتاب النذور , للوليد بن مسلم .
4-   أخلاق العلماء وآدابهم , لأبي بكر الآجوري .
5-   كتاب الجوع , لابن أبي الدنيا .
6-   كتاب الشكر للخرائطي .
7-   كتاب أسماء الصحابة , للحافظ أبي النعيم  .
8-   كتاب التوحيد , لابن منده .
9-   كتاب مناقب الحسن , لأبي حيان التوحيدي .
ومن سعة علمه رحمه الله أنه يأخذ من علوم شتى , ويأخذ عن علماء الطبيعة وغيرهم , ويستشهد بأقوالهم إذا كان له مسوغ في الاستشهاد .

منهجه في التأليف :   
إن المنهج السلفي هو الذي ارتضاه ابن رجب لنفسه في التأليف وهو المبني على الكتاب والسنة , فيستشهد بالآيات القرآنية و الأحاديث النبوية في القضية التي هو بصددها , ويبين درجة الحديث من الصحة والضعف , يفعل ّلك أحياناً في مثل قوله : ( وقد ورد في خصوص إحياء ليلتي العيدين أحاديث لا تصح )
وفي مكان آخر يقول : ( قيل : التطوع بالجهاد أفضل من التطوع بالحج عند جمهور العلماء . وروي فيه أحاديث مرفوعة في أسانيدها مقال ) .
ومن منهجه أنه يورد الحديث ويذكر من رواه وخرجه , ويبين درجته وآراء العلماء فيه ويرجح ما يظهر له , فيقول رحمه الله : خرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي r قال : ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان ) وصححه الترمذي وغيره . واختلف في صحة هذا الحديث ثم في العمل به , فأما تصحيحه : فصححه غير واحد منهم : الترمذي وابن حبان والحاكم والطحاوي وابن عبد البر , وتكلم فيه من هو أكبر من هؤلاء وأعلم , قالوا : هو حديث منكر , منهم  : عبدالرحمن بن مهدي والإمام أحمد وأبو زرعة الرازي , والأثرم ) .
ومن منهجه أنه يستشهد بالحديث الضعيف ويرى العمل به في فضائل الأعمال .
ومن منهجه أيضاً : أن يستشهد ببعض الآثار ويوضح رأيه فيها .
ومن منهجه رحمه الله : أنه يورد بعض الإسرائيليات كما في قوله : ( وفي الإسرائيليات يقول الله : (( ما وسعتني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن ))   ) .
ومن منهجه : أنه يعظ ويرشد ويوجه من حضر مجلس علمه أو من اطلع على مؤلفاته وكتبه , ومن وعظه قوله : ( إخواني المعول على القبول لا على الاجتهاد والاعتبار بير القلوب لا بعمل الأبدان , رب قائم حظه من قيامه السهر , كم من قائم محروم , وكم من نائم محروم , هذا نام وقلبه ذاكر , وهذا نام وقلبه فاجر ) .
ومن منهجه أنه يورد قصه يوضح بها المطلوب ويستشهد بها على ما أراد .







من شيوخه :
1-               أول مشايخه والده الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبدالرحمن , وقد كان عالماً صالحاً .
2-               القاضي أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبدالله المشهور بابن قاضي الجبل , المتوفي سنة 771 هـ .
3-               صدر الدين أبو سعيد خليل ابن كميكدى العلائي , المتوفي سنة 761 هـ .
4-               جمال الدين أبو سليمان داود بن إبراهيم العطار , المتوفي سنة 725هـ .
5-               محمد بن إسماعيل بن إبراهيم , المعروف بابن الخبازي , المتوفي سنة 765هـ .
6-               شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أبي بكر , ابن قيم الجوزية , المتوفي سنة 751هـ .
7-               صدر الدين أبو الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي , المتوفي سنة 754 هـ .
8-               فتح الدين أبو الحرم محمد بن محمد بن القلنسي الحنبلي , المتوفى سنة 765هـ .


من تلاميذه :
1-               أحمد بن أبي بكر بن أحمد الحموي الأصل الحلبي الحنبلي , ويعرف بابن الرسام , المتوفي سنة 844هـ
2-               داود بن سليمان بن عبدالله الموصلي ثم الدمشقي الحنبلي , المتوفي سنة 844 هـ .
3-               عبدالرحمن بن أحمد بن عياش الزين الدمشقي الأصل المكي ، المتوفي سنة 853هـ .
4-               الحافظ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله الزين , أبو ذر المصري الحنبلي , ويعرف بالزركشي , المتوفي سنة 846هـ .
5-               علي بن محمد بن علي الطرسوسي المقري , المتوفي سنة 850هـ تقريباً .
6-               علي بن محمد بن علي البعلي ثم الدمشقي الحنبلي ، علاء الدين أبو الحسن , المعروف بابن اللحام , وكان أقرب تلاميذه إليه , توفي سنة 803هـ .
7-               عمر بن محمد بن أبي بكر السراج ، أبو حفص الحلبي , ويعرف بابن المزلق , المتوفى سنة 841هـ .


وفاته :
توفي رحمه الله في شهر رجب سنة 795 هـ , بعد أن خلف للمكتبة الإسلامية تراثاً علمياً أصيلاً وفكراً تربوياً متميزاً , فرحمه الله رحمة واسعة , وأسكنه فسيح جناته , وأثابه أعظم مثوبة على ما قدم من خدمات جليلة للتربية الإسلامية .

العصر الذي عاش فيه ابن رجب :

الناحية السياسية :

كانت البلاد داخلياً تعيش حالة من الفوضى والاضطراب , فقد ( . . قاست كثيراً في عهد المماليك وما كان ينجم عن تلك المنازعات من حوادث وقتال في الشوارع مما أوجد جواً من القلق وعدم الاستقرار ) .
(وهذه الاضطرابات أثرت تأثيرا واضحا في جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية ) .
ولقد كانت شخصية الأمراء مسيطرة على شخصية السلاطين وأصبحت أسماؤهم ( هي مدار الأحداث المعاصرة , وموضوع اهتمام المؤرخين المعاصرين زغير المعاصرين . ذكر ابن كثير رحمه الله حادثة المؤرخين المعاصرين وغير المعاصرين . ذكر ابن كثير رحمه الله حادثة وقعت في العشر الأواخر من رمضان سنة 748هـ)
مفادها ( جاء البريد من نائب غزة إلى نائب دمشق بقتل السلطان الملك المظفر حاجي بن الناصر محمد , وقع بينه وبين الأمراء , فتحيزوا عنه إلى قبة النصر , فخرج إليهم في طائفة قليلة , فقتل في الحال وسحب إلى مقبرة هناك ويقال قُطع قطعا ) .
ومثل هذه الأحداث أي القتل والتمثيل والغدر تحصل أحياناً بين نائب السلطان وبعض الأمراء , فقد ( مسك نائب السلطنة بدمشق الأمير سيف الدين أرغون شاه , وكان قد انتقل إلى القصر الأبلق بأهله , فما شعر بوسط الليل إلا ونائب طرابلس الأمير سيف الدين ألجي بغا المظفر الناصري ركب إليه في طائفة من الأمراء الألوف وغيرهم , فأحاطوا به ودخل عليه من دخل وهو مع جواريه نائم فخرج إليهم فقبضوا عليه وقيدوه . . . , وأصبح الناس أكثرهم لا يشعر بشيء مما وقع فتحدث الناس بذلك واجتمعت الأتراك إلى الأمير سيف الدين ألجي بغا . . ونزل بظاهر البلد واحتيط على حصواصل أرغون شاه . . ) وقد زعم أنه ما فعل ذلك إلا بناء على كتاب ورده من السلطان أن يفعل ما فعل , ولكن ظهرت الحقيقة بعد بأن الكتاب الذي جاء على يديه مقفل , وليس عند السلطان علم بما وقع ) , وهذا يدل على مدى الخلل والاضطراب السياسي والقلق والفوضى التي تعيشها البلاد في هذا العصر .
وأحيانا ً يتتبع السلطان بعض الأمراء الخارجين عن طاعته ويتمكن منهم كما حصل ليلبغا . يقول ابن كثير :  ( . . وفد البريد من الديار المصرية يوم الأربعاء ثالث جمادى الآخرة , فأخبره بقتل يلبغا فيما بين قاقون وغيره وأخذت رؤوسهما إلى السلطان )
وحالات الاضطراب هذه وعدم الاستقرار المشار إليه قد حصلت حتى في الديار المقدسة , فكان الأمراء يعتدي بعضهم على بعض حتى وهم متلبسون بمناسك الحج , يصف ذلك ابن كثير حالة من تلك الحالات وقعت في منى ( . . ذلك أنه اختلف الأمراء المصريون والشاميون مع صاحب اليمن الملك المجاهد , فاقتتلوا قتالاص شديداً قريباً من وادي محسر , ثم انجلت الواقعة عن أسر صاحب اليمن الملك المجاهد , فحمل مقيداً إلى مصر , كذلك جاءت بها كتب الحجاج وهم أخبروا بذلك . . . ) . حتى في البلد الحرام لم يأمن الناس على دمائهم .
هذا هو حال البلاد ووضعها الداخلي خوف وقلق واضطراب وقتل وكيد ودس وتنكيل , أثر هذا كله على الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
أما الوضع الخارجي , فقد كان أعداء الإسلام من الصليبين يتربصون بالمسلمين الدوائر , وقد علموا حالة الضعف التي تعيشها بلدان المسلمين في هذه الحقبة الزمنية وانشغال السلاطين والأمراء بأمورهم الداخلية وكيد بعضهم لبعض وتردي الأوضاع الاقتصادية , فأعدوا العدة وأجمع : ( بطرس لوزجفان قوته في جزيرة رودس , حيث تم الاتفاق على اختيار الاسكندرية هدفاً للهجوم الصليبي , وذلك للقضاء على دولة المماليك التي تسببت في طرد الصليبين من الشام من ناحية , والاستفادة من مركز المدينة الحربي وموقعها التجاري من ناحية أخرى )
بعد أن سمعو ( . . . بأخبار الفوضى التي غرقت فيها مصر في عصر أحفاد الناصر محمد , وكيف كانت الموانئ والمدن المصرية خالية تماماً من وسائل الدفاع )
ففي سنة 767هـ نزل الصليبيون على شاطئ الاسكندرية . . . وهاجموها فور وصولهم , ولم تفلح الاستعدادات السريعة التي اتخذت لوقف الخطر الصليبي , فاقتحم الصليبيون الاسكندرية وفر العربان الذين استحضروا من البحيرة للدفاع عن الثغر , وهكذا سقطت الاسكندرية في قبضة الصليبيين ).
ولم يريدوا البقاء بل أرادوا ضربها وضرب المسلمين والعودة من حيث اتوا ( . . . فبقوا فيها ستة أيام تعتبر من أحلك الأيام في تاريخ الثغر , إذ انتشر الصليبيون في شوارع المدينة وأزقتها ينتقمون من أهلها المسلمسن , فاستلموا الناس بالسيف ونهبوا الحوانيت والدور , وأحرقوا الحانات والقصور وخربوا المساجد والزوايا  , واعتدوا على النساء والبنات ) , ولم يجدوا من السلاطين والأمراء أي مقاومة أو دفاع أو صد للعدوان , هذا هو الوضع السياسي داخلياً وخارجياً , ولقد كان لهذا الوضع كبير الأثر في الناحية الاجتماعية .











الناحية الاجتماعية :
ماذا نروم من بلاد تكثر فيها القلاقل والإضطراب والفزع والخوف والكيد والمكر والحروب الطاحنة , لا نروم لأنها قد أصبحت مرتعاً للأمراض والأوبئة الفتاكة , وها هي بلاد الشام في الفترة التي نتحدث عنها قد حل بها الطاعون ( فكثر الموت بالناس . . . وزاد الأموات كل يوم على المئة , وإذا وقع في أهل بيت لا يكاد يخرج منه حتى يموت أكثرهم , وقد توفي . . . خلق كثير وجم غفير , ولا سيما من النساء , فإن الموت فيهن أكثر من الرجال بكثير ) .
وما كان هناك إمكانيات طبية لمقاومة هذا المرض , بل كانوا يلجأون إلى الله بالدعاء والعبادة والتضرع ( . . . شرع الخطيب في القنوت في سائر الصلوات والدعاء برفع الوباء  . . .
وقد صدر من السلطنة أمر بالصيام ثلاثة أيام ( فنودي في البلد أن يصوم الناس ثلاثة أيام , وأن يخرجوا في اليوم الرابع وهو يوم الجمعة إلى عند مسجد القدم يتضرعون إلى الله ويسألونه في رفع الوباء عنهم ) .
كما أن الناس قد ابتلوا بكثرة الكلاب التي قضت مضاجعهم وأخافتهم بالليل والنهار , فصدر في سنة من السنين ( مرسوم نائب السلطنة بقتل جميع الكلاب من البلد , وقد كانت كثير بأرجاء البلد وربما ضرت الناس وقطعت عليهم الطرقات في اثناء الليل , أما تنجيسها الأماكن فكثير , قد عم الابتلاء به وشق الاحتراز منه )
والناس لا شك قد يوجد فيهم بقايا من الخير والصلاح تخوفوا من قتل هذه الحيوانات بالجملة , فقد أوضح العلماء حكم ذلك , فهذا ابن كثير يقول : ( قد جمعت جزءاً من الأحاديث الواردة في قتلهم واختلاف الأئمة في نسخ ذلك  . . . ) .
كما أن الناس من شدة حرصهم على فعل الخير ورغبتهم فيه يسعون لإقامة صلاة الجمعة في كل مسجد بني حديثاً
ولقد كان في المسجد الأموي عدد من المؤذنين يؤذنون في الصلاة ويقيم كل أصحاب مذهب الصلاة لوحدهم . وفي يوم ( . . . أذن المؤذنون للفجر قبل التوقيت بقريب من ساعة , فصلى الناس في الجامع الأموي على عادتهم في ترتيب الأئمة ثم رأوا الوقت باقياً فأعاد الخطيب الفجر بعد صلاة الأئمة كلهم , وأقيمت الصلاة ثانياً ) .
وفي تعدد الجماعة تفريق لجماعة المسلمين , ولقد ورد حديث عنه r ينهى فيه عن تعدد الجماعة في المسجد الواحد .
وكل هذا من أجل وحدة صف المسلمين وعدم فرقتهم .
ولقد كانت الحشمة وكان الحياء يسودان الأوساط الاجتماعية  تلك الحقبة الزمنيه وكان السلطان يتدخل في ترك بعض العادات إذا كانت المصلحة العتمة في ذلك فمرة : ( . . . نودي في البلد من جهة نائب السلطان عن كتاب جاءه من الديار المصرية أن لا يلبس النساء الأكمام الطوال العراض , ولا البرد الحرير , ولا شيء من اللباسات والثياب الثمينة , ولا الأقمشة القصار ) .
وإذا لم يطعن النساء في ذلك فإنهن يتعرضن لأشد العقوبة , يقول ابن كثير : ( . . . بلغنا أنهم بالديار المصرية شددوا في ذلك جداً , حتى قيل إنهم أغرقوا بعض النساء بسبب ذلك ) .
الناحية الاقتصادية :
لقد كان للوضع الاقتصادي المضطرب والحالة الاجتماعية المهزومة وتفشي الأمراض الفتاكة دور بارز في سوء الأوضاع الاقتصادية ويصور ذلك في النص التالي : ( . . . زاد من  أحوال البلاد سوءا في ذلك الدور انتشار ةباء خطير عرف باسم الوباء الأسود سنة 749هـ , وتأثرت الحياة الاقتصادية أسوأ أثر حتى كادت تتوقف تماماً ) .
ولقد ( ترتب على الوباء الذي حدث في زمن السلطان حسن بن شعبان في هذه السنة أن هلك كثير من الفلاحين , واضطر الجند إلى الخروج بغلمانهم لجمع المحصول من الغلال , ولم يجد كثير من الناس شيئاً من اقطاعاتهم , كل ذلك جعل الإقطاعات عاطلة دون أن تجد من يستغلها من الأمراء أو يزرعها من الفلاحين ) .
كما أن الناس في عصر سلاطين المماليك ( سئموا الاضطرابات والمنازعات من طوائف المماليك وأمرائهم , فلا يكاد ينتشر الخبر بمرض سلطان أو وفاته أو مقتله حتى تغلق الحوانيت ويختزن الناس الطعام ويستعدون لفترة عصيبة يتزعزع فيها الأمن وتقل المؤن وتضطرب الحياة الاقتصادية ) .


الناحية العلمية :
كان هناك ركود في الإنتاج العلمي , وفقدان لروح الابتكار والتجديد , وتحجر في الأفكار , وسياسة للتقليد , وتعصب لأقوال الرجال , مما حدى بالغيورين على هذا الدين والمصلحين الدعاة في هذه الأمة أمثال ابن القيم شيخ ابن رجب أن يشحذوا أقلامهم ويقدحوا أفكارهم لمحاربة التقليد ونبذ التعصب والعودة إلى نصوص الكتاب والسنة وفتح باب الجهاد , وهاهو ابن القيم يقول : ( والواجب اتباع الدليل أين كان , ومع من كان , وهو الذي أوجب الله اتباعه وحرم مخالفته وجعله الميزان الراجح بين العلماء , فمن كان في جانبه كان أسعد بالصواب قل موافقوه أو كثروا ) .
ولقد اقتصر أكثر نشاط العلماء في هذا العصر على قراءة التراث , والاهتمام بالجمع والشروحات والموسعات والمختصرات في التأليف , وبرز في هذه الميادين بعض هؤلاء العلماء . فمنهم من اهتم بالتفسير والحديث , ومنهم من اهتم بالفقه والأصول , ومنهم من اهتم باللغه والأدب , ومنهم من اهتم بالتاريخ , وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة , ودرسوا وشغلوا المناصب العلمية في الجوامع والمدارس , وكان لهم في هذا الجانب نشاط واضح وملموس .
ولقد كانت الجوامع والمساجد والمدارس وهي من أهم المؤسسات التربوية تشهد حركة علمية مستمرة , تغض بطلاب العلم على كافة مستوياتهم واختلاف مشاربهم . لدق كان الناس يعظمون العلماء والمشايخ والدعاة وأصحاب الصلاح فيهم , ويعظمون الفقهاء , ويكبر عندهم من يرفض المناصب الحكومية والولايات العامة والقضاء من ورعهم وزهدهم في ذلك . ومما يدل على هذا التقدير والإجلال لهذا الصنف من العلماء أنه قد حصل مرة : ( أن استدعي الشيخ جمال الدين المرداوي من الصالحية إلى دار السعادة وكان تقلد القضاء لمذهبه قد وصل إليه قبل ذلك بأيام , فأحضرت الخلعة بين يدي النائب والقضاة الباقين وأريد على لبسها وقبول الولاية فامتنع , فألحوا عليه فصمم وبالغ في الامتناع , وخرج وهو مغضب فراح إلى الصالحية فبالغ الناس في تعظيمه . . . ) .
ذلك لأنه رفض الولاية والحكم  , هذا وكلما كان العالم بعيداً عن مؤثرات الحكم كلما كان له قوة في الحق وجرأة في النطق به , لكن بعض الناس يرى أنه من يتوسم فيهم الخير لا ينبغي أن يرفضوا الولاية حيث لا يستلمها أرذال الناس فيقع الفساد والجور في الرعية , لذا فإن الشيخ جمال الدين المذكور الذي رفض بادئ الأمر وافق أخيراً مراعاة للرأي العام وتحقيقاً للمصلحة , فوافق تحت ضغط المجتمع ولم يحرص عليها : ( بقي القضاة يوم ذلك في دار السعادة ثم بعثوا إليه بعد الظهر , فحضر من الصالحية فلم يزالوا به حتى قبل , ولبس الخلعة , وخرج إلى الجامع , وقرئ تقليده بعد العصر واجتمع معه القضاة , وهنأه الناس وفرحوا به لديانته وصيانته وفضيلته و أمانته ) فقد أقام الناصر كثيراً من المنشآت مثل المساجد والقناطر والجسور وغيرها ) فقد انتشر بناء المدارس في دمشق بشكل واسع حتى أنه أصبح عددها أكثر من ثلاثمائة مدرسة حتى أنه قد ألف النعيمي كتاباً أسماه الدارس في تاريخ المدارس .
ولقد كان لكل مدرسة مبان ملحقة بها لطلاب العلم فيها , وبها مكتبة وسكن للناظر عليها , وعليها أوقاف ينفق منها على المدرسة وطلاب العلم فيها لسد احتياجاتهم ونفقاتهم يقوم ببناء هذه المدارس السلاطين والأمراء والأعيان والوجهاء وأهل الصلاح والخير , وهذا يدل على دلالة واضحة على الاهتمام بالعلم ومؤسساته . أما الاهتمام بالمدارس فلا يقل شأناً عن الاهتمام ببناء المدارس . يقول ابن كثير في مستهل سنة 748هـ : ( استهلت هذه السنة ونائب السلطنة في همة عالية في عممارة الجامع الذي قد شرع في بنائه غربي سوق الخيل بالمكان الذي كان يعرف بالتل . . ) .
وكانو يهتمون بالمساجد القديمة ويجدد بناؤها إذا رأوا الحاجة ماسة لذلك ففي ( . . شهر ربيع الأول من سنة 748هـ أخذوا لبناء الجامع المجدد بسوق الخيل أعمدة كثيرة من البلد , وفي أواخر شهر ربيع الآخر ارتفع بناء الجامع ) .
وبعد . . فهذا هو العصر الذي عاش فيه ابن رجب من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية , ولقد أثر كل هذا في سيرته الذاتية ونشاطه التربوي وجهوده العلمية , فجند نفسه وبذل حياته لطلب العلم دراسة وتحصيلاً وقراءة ومطالعة وكتابة وتأليفا ودروسا وتربية , فكانت له مساهمات تربوية مع بقية علمائنا في بناء أسس الفكر التربوي الإسلامي , فرحمه الله و أجزل مثوبته على ماقدم للتربية الاسلامية , ونسأل الله أن يوفقنا لإحياء تراثه التربوي , لنضيف بذلك لبنة في صرحنا التربوي ’ إنه ولي ذلك والقادر عليه .




مفهوم الإنسان عند ابن رجب :
مفهوم الانسان عند ابن رجب :

يقول ابن رجب رحمه الله : ( .. إن آدم لا يقال إنه ولد التراب أو الطين ) ثم يعلل ذلك ويبين أن المتوالد من الإنسان والحيوان لا يكون إلا أبوين من جنسه , ويوضح ذلك بقوله : ( ... والحيوان نوعان : متوالد وهو ما ولده من جنسه , وهو الإنسان وما يخلق من أبوين من البهائم والطير وغيرهما , ومتولد : وهو ما يخلق من غير جنسه ) , ثم ذكر أمثلة للمتولد من غير جنسه فقال : ( كدود الفاكهة والخل والقمل , وكالقمل المتولد من الوسخ والفار والبراغيث وغير ذلك مما يخلق من التراب والماء , وإنما يتولد من أصلين أيضاً كما خلق آدم من تراب وماء ) .

المرحلة الجنينية :

وابن رجب رحمه الله الذي يستمد فكره التربوي من كتاب الله عز وجل سنة الرسول r يذكر لنا حال النطفة من حين استقرارها في رحم المرأة إلى أن يتكون هذا المخلوق ويصبح خلقا سويا , فيقول رحمه الله : ( . . وقد ذكر علماء الطب أن المني إذا وقع في الرحم حصل له زبدية ورغوة ستة أيام أو سبعة أيام , وفي هذه الأيام تصور النطفة من غير استمداد للرحم , ثم بعد ذلك تستمد منه , ابتداء الخطوط والنقط بعد هذا بثلاثة أيام , وقد يتقدم يوما ً ويتأخر يوما , ثم بعد ستة أيام وهو اليوم الخامس عشر من وقت العلوق  ينفذ الدم إلى الجميع فيصير علقة , ثم تتميز الأعضاء تميزاً يتبين في بعض ويخفى في بعض . . . و أقل مدة يتصور فيه الذكر ثلاثون يوماً  . . . ولا أنثى قبل أربعين يوماً . . . ) , ويؤيد هذا ما ورد في كتاب الله عز وجل حيث قال الحق سبحانه : ] ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين [ .

مم يتكون الإنسان ؟  

الإنسان يتكون من عنصرين أساسيين :
1-   الروح
2-   البدن
قال تعالى : ] إني خالق بشراً من طين . فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين [ . ولقد امتزجت الروح بالبدن امتزاجاً جعلهما كالشي الواحد . فهما لا يفترقان إلا بجهد , ولا يكون الافتراق إلا عند الموت أو عند النوم فيفترقان شبه افتراق . قال تعالى : ] الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى [ . , ولم يحصل ألم شديد لكل من الروح والجسد عندما يفترقان . يقول ابن رجب : ( . . . مفارقة الجسد للروح لا تقع إلا بعد ألم عظيم تذوقه الروح والجسد جميعاً . . . ) , لأن الروح : (  . . . قد تعلقت بهذا الجسد وألفته واشتدت ألفتها له وامتزاجها به ودخولها فيه , حتى صارا كالشيء الواحد فلا يتفارقان إلا بجهد شديد وألم عظيم ولم يذق ابن آدم في حياته ألماً مثله ). وتقرير هذا يفيد في معرفة نوع التربية التي تصلح لهذا الإنسان , فالتربية التي ننظر إليه فيها أنه الروح دون بدن لا تحقق له السعادة ولا التوازن في حياته . وكذلك التربية التي تعتبره بدناً دون روح لا تحقق له السعادة أيضا ً . ولا يصلح لتربية هذا الانسان الاما ورد في التربية الاسلامية التي مصدرها خالق هذا الانسان الذي خلقه وصوره وفطر سمعه وبصره , وحدد الغاية من خلقه , وأوضح رسالته ومسؤوليته في هذا الوجود , فهو وحده سبحانه الذي يعلم ما يصلح حاله في دنياه وآخرته . قال تعالى : ]ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير [ .

الغاية من خلق الانسان :

إن الله تعال خلق الخلق كلهم لعبادته كما قال تعالى : ] وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون [ . وأخذ عليهم العهد وهم في عالم الذر , قال تعالى : ] وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين [ . وذلك عندما : ( . . . استخرج من ظهر آدم ذريته وأخذ عليهم الميثاق ) , و( . . . كتب ذلك العهد في رق ) . ثم استودعه الحجر الأسود كما يقول ابن رجب : ( . . . فمستلم الحجر يبايع الله على اجتناب معاصيه , والقيام بحقوقه ) .
فغاية التربية الإسلامية هي المحافظه على الفطرة ورعايتها من الزيغ والانحراف .

 الدوافع الفطرية :

لقد خلق الله الانسان وجلبه على مجموعة من الغرائز والدوافع وهي كثيرة لكنها تندرج تحت غريزتين اثنتين هما :
غريز الرهبة و غريزة الرغبة , فالإنسان ساع إلى كل ما فيه مصلحته , هارب عن كل مافيه ضرورة , ومن هاتين الغريزتين تفرعت الدوافع الأخرى وهذه الدوافع تكاد أن تكون فطرية لتأصلها في الطبيعة الانسانية
ابن رجب أشار إلى هذه الدوافع إشارة مباشرة وزاد على العلماء أنه قد أرجع هذه الدوافع إلى خالقها وموجدها ومن أودعها النفس البشرية ألا وهو الله سبحانه وتعالى فقال رحمه الله ( . . . إن الله تعالى خلق ابن آدم محتاجاً إلى ما يقوم به بدنه من مأكل ومشرب ومنكح وملبس ) .


خلاصة :  

في تحديد النظرة إلى الانسان تحديد لفلسفة التربية التي يؤمن بها ابن رجب رحمه الله فالانسان هو ذاك المخلوق الذي خلقه الله من قبضة من طين الأرض ونفخ فيه من روحه وجعل نسله سلالة من ماء مهين فالانسان يتكون من مادة وروح وعقل , وفي تقرير هذا المفهوم تحديد لنوعية التربية التي تعده لغايته , ولقد اهتم الاسلام بهذا الانسان من قبل أن يوجد بتهيئة المناخ الملائم له , وبعد أن وجد في عالم الأجنة وبعد خروجه إلى الدنيا وتنقله في مراحل العمر .
والاسلام يعتبر هذا الانسان مخلوقاً مكرماً كرمه الله عز وجل على جميع المخلوقات بما وهبه من عقل وما ركب فيه من وسائل كسب العلم والمعرفة , ولا يتحقق تكريم الانسان الا بأن يكون عابداً لله , مطيعاً له محارباً لهواه , حذراً من نفسه الأمارة بالسوء , وحذراً من الشيطان عدوه اللدود , والحياة الدنيا بالنسبة للانسان وبالذات المسلم , فهي مرحلة في مشواره الطويل و ليست هي نهاية المطاف لرحلته في عالم الوجود .
والدنيا مزرعة الآخرة وفيها يحصل الابتلاء بالخير والشر .
ولقد زود الله هذا الانسان بجملة من الغرائز والدوافع وجه الاسلام إلى تلبيتها بالطرق المباحة والمشروعة , وحرم كل طريق غير مشروع لتلبيتها .
والانسان بفطرته لا بد أن يكون عابداً إما أن يعبد الله حق عبادته أو يعبد هواه والشيطان .
والإنسان يتجاذبه داعيان :
1-   داع إلى الخير .
2-   داع إلى الشر .
يعيش بين شدة ورخاء , بين نعمة ونقمة , بين شكر وصبر , بين ذنب واستغفار . ولا تتحقق السعادة لهذا الانسان الا بالعلم النافع والعمل الصاح والايمان والتقوى وخير الناس أنفعهم للناس , الذي يوصل خيره لغيره ويكف شره عن غيره , خيرهم الرجل التقي الذي يعمل الصالحات ويتقي السيئات , الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . هذا الانسان هو الذي تحرص التربية الإسلامية على تربيته وتكوينه وإبرازه نموذجاً يتحذى وقدوة صالحة .








مفهوم المجتمع عند ابن رجب :

المجتمع الصالح :

من أهم أهداف التربية في الاسلام تكوين المجتمع الصالح الذي يحمل هذا الدين واقعاً يعيش به وسلوكاً يلتزمه . ثم يحمل هذا الخير للناس , يدعوهم إلى دين الله عز وجل ويرشدهم إليه , وابن رجب الذي يستمد فكره التربوي من الاسلام يرى أن صلاح المجتمع في طاعة الله واتباع أوامره وأداء ما فرضه عليه من شعائر , واذا قام هذا المجتمع بذلك فيكون خير البشرية على الاطلاق , قال تعالى : ]كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [.
يقول ابن رجب : ( في آخر الزمان الغرباء المذكورون في هذه الأحاديث الذين يصلحون إذا فسد الناس , وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة , وهم الذين يفرون بدينهم من الفتن ) .

الفرد في المجتمع :

ربى الاسلام الفرد على حسن التعامل في المجتمع والشفقة والرحمة لكل أحد : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد . . . ) .
ومراعاة حالهم حتى في ممارسة عبادته , يروي ابن رجب حال ( بعض أصحابه وكان يصلي بهم في رمضان : هؤلاء قوم ضعفاء , اقرأ خمساً ستاً سبعاً . قال : فقرأت فختمت ليلة سبع وعشرين ) ثم علق على هذا بقوله : ( . . وكلام الامام أحمد يدل على أنه يراعي في القراءة حال المأمومين فلا يشق عليهم , وقال أيضاً غيره من الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة وغيرهم ) .
ومن حرص الاسلام على سلامة المجتمع من الهلاك أن الرسول r أوصى بالبعد عن غشيان أماكن هلاك القوم العاصين , فإذا مر أحد بديارهم فليهرول وليمر باكياً خوفاً من الله وخشية منه سبحانه واتعاظاً بما حل بهم .
يقول ابن رجب : ( وكذلك أماكن المعاصي وعقوباتها يتعين البعد عنها والهروب منها خشية نزول العذاب كما قال النبي r لأصحابه لما مروا على ديار ثمود بالحجر : (( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين خشية أن يصيبكم ما أصابهم )) . ) .

من هو خير الناس ؟

من هذا يتضح أن خير الناس هو الذي ينفع الناس ويصبر على أذاهم , يقول ابن رجب : ( فخير الناس أنفعهم للناس وأصبرهم على أذى الناس كما وصف الله المتقين بذلك :] الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين [.


من هو شر الناس ؟

إن الذي يتحاشاه الناس لشره ذو الوجهين , يقول ابن رجب في وصفه : ( شر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه . . . قال r : ( إن من أشر الناس يوم القيامة منزلة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ... ) .
وهذا توجيه تربوي من ابن رجب ينفر فيه عن الفحش والبذاء ويحث على الصراحة والصدق , إنه تبصير للأفراد أن يكونوا مفاتيح خير في مجتمعهم .

المجتمع والمسؤولية الفردية :

وكما أن للفرد الصالح دور في المجتمع يتمثل بالشفقة والرحمة بالأفراد فكذلك للمجتمع دور هام في استقامة سلوك الفرد أو الانحراف به عن الصراط المستقيم ( النفوس تتأسى بما تشهده من أحوال أبناء الجنس , فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر اهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات , وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس فيشق على نفوس المستيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها , ولهذا المعنى قال النبي r : ( للعامل منهم أجر خمسين منكم , إنكم تجدون على الخير اعواناً ولا يجدون ) .

الطفل في المجتمع :

الطفل شديد الملاحظة سريع التأثر بمن يشاهد من أفراد الأسرة والمجتمع , فإن رأى حالة حسنة ووضعاً مستقيما ً تأثر به إيجاباً وإن رأى حالة سيئة ووضعاً منحرفاً تأثر به سلباً . يروي ابن رجب حال أحد أطفال السلف : ( . . . قال أبو التياج : أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس صالح ثيابه ) .

من صفات المجتمع المؤمن :

إشاعة روح المواساة بين أفراده , غلبه خلق الإيثار الذي هو من صفات الجيل الفريد في تاريخ الأمة . قال تعالى : ] ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [ . (  كان كثير من السلف إذا كان صائماً وجاءهم محتاج يؤثرونهم بإفطارهم ويباتون دون عشاء )  .



أهداف التربية :
1-          النمو الروحي :

وقد تحدث ابن رجب عن الإيمان , والإيمان والفتن , وثمار الإيمان , وأنواع القلوب , وأدوية القلوب ونستعرض كل مما سبق :
 فأولها : (  الإيمان )
 يقول ابن رجب رحمه الله مخاطباً المؤمن ومحذراً له من إشغال قلبه بما يكرهه الله عز وجل : ( ... يا أيها المؤمن إن لله بن جنبيك بيتاً لو طهرته لأشرق ذلك البيت بنور ربه وانشر وانفسح ) .   
     
وثانيها : ( الإيمان والفتن )
 قال تعالى :] إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ , وهذه المعية هي الخاصة بالمؤمنين فمن كان الله معه فأنى له أن يخاف أو يحزن أو يذل أو يُظلم , ومن الأمور التي يدفع بها البلاء الدعاء . جاء في : ( .... الحديث أن البلاء والدعاء يلتقيان بين السماء والأرض فيعتلجان إلى يوم القيامة خرجه البزار والحاكم ... ) . إن ما قدره الله عز وجل فإنه واقع لا محالة لكن الدعاء يخففه عن المؤمن , ( .... قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا ينفع الحذر من القدر , ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر ) .

وثالثها : ( ثمار الإيمان )
 الإيمان الصادق هو الذي لا يتناقض فيه القول مع العمل ولا يخالفان الاعتقاد , فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال , فمن ترك (.... ما تدعوه نفسه إليه لله عز وجل حيث لا يطلع عليه غير من أمره أو نهاه دل على صحة إيمانه ) , ويقول ابن رجب : ( ... ما قدم أحد حق الله على هوى نفسه وراحتها إلا ورأى سعادة الدنيا والآخرة , ولا عكس أحد ذلك وقدم حظ نفسه على حق ربه إلا ورأى الشقاوة في الدنيا والآخرة ) .

ورابعها : ( أنواع القلوب ) , إن قلوب البشر أنواع منها قلب سليم ومنها قلب لين رقيق ومنها قلب قاس مريض .

فالقلب السلـــــــــــــــيم : ( ... هو الطاهر من أدناس المخالفات , فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذٍ للمجاورة ) .
 والقلب اللين  :
ومتى استكان القلب إلى الله وانكسر له وخشع وتواضع جبر الله عز وجل عبده ورفع قدره ومكانته , لأن من صفات المؤمن استكانة القلب لربه وخشوعه له وتواضعه وإظهار المسكنة والفاقة في حال الشدة , وفي حال الرخاء , ( ... أما في حال الرخاء فإظهار الشكر , وأما في حال الشدة فإظهار الذل والعبودية والفاقة والحاجة إلى كشف الضر ) .
والقلب المريض :
من أسباب أمراض القلوب : الذنوب والمعاصي ( ... فإنها مشؤومة , عواقبها ذميمة وعقوبتها أليمة , والقلوب المحبة لها سقيمة , السلامة منها غنيمة ، والعافية منها ليسة لها قيمة , والبلية بها لا سيما بعد نزول الشيب داهية عظيمة ) .

وخامسها : ( أدوية القلوب ) : يقول ابن رجب رحمه الله : ( ... يا من ضاع قلبه أنشده في مجالس الذكر عسى أن تجده , يا من مرض قلبه احمله إلى مجالس الذكر لعله أن يعافى ) , ويرى ابن رجب أن مجالس الذكر مصحات للقلوب فيقول : ( ... مجالس الذكر مارستان الذنوب , تداوى فيها أمراض القلوب كما تداوى أمراض الأبدان في مارستان )  , ويعلل رحمه الله كيفية علاج هذه القلوب في هذه المصحات فيقول : ( ... الذكر نزهة لقلوب المؤمنين ينزه فيها بسماع كلام الحكمة كما تنزه أبصار أهل الدنيا في رياضها وبساتينها ) .















2-         النمو الأخلاقي :

تحدث ابن رجب عن خلق الرسول r , وعن حسن الخلق  , وعن معاني البر , والأخلاق الفاضلة , والأخلاق الذميمة . ونذكرمنها :
أولاً : خلق الرسول r :
 من أراد أن يرى هدي هذا الدين واقعاً يعاش فليدرس سيرة رسول الله r دراسة فهم وتأمل وتدبر , ففي الأخلاق كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً , ( سئلت عائشة رضي الله عنها : كيف كان رسول الله r إذا خلا مع نسائه ؟ قالت : كان كرجل من رجالكم إلا أنه أكرم الناس وأحسن الناس خلقاً , وكان ضاحكاً بساماً ) .

ثانياً : حسن الخلق :
 قالت عائشة رضي الله عنها : ( كان خلقه r القرآن ) , يعني أنه يتأدب بآدابه فيعمل بأوامره ويجتنب نواهيه , فصار العمل بالقرآن له خلقاً كاجلبة والطبيعة لا يفارقه , وهذا من أحسن الأخلاق وأشرفها وأجملها . وقد قيل إن الدين كله خلق .
فالحديث عن حسن الخلق هو الحديث عن كل ما جاء به القرآن من أوامر ونواهي وآداب وأخلاق ومعاملات وتشريع , وهذا ما يراه بعض من كتب في التربية الأخلاقية , إنهم يرون أن الدين كله خلق . يقول ابن رجب : ( ... يؤتى بحسن الخلق فيرفع حسن الخلق على سيء الخلق فيقول سيء الخلق : وسيء الخلق يا ربلم رفعته علي وإنما اصطحبنا فيك وعملنا ؟ فيقول : (( لحسن خلقه )) فلا يجد له جواباً ) .
ثالثاً : معاني البر :
 يقول ابن رجب : ( يراد بالبر فعل الطاعات كلها وضده الإثم . وقد فسر الله تعالى البر بذلك في قوله : ] ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب [ . . .
. . . .  وتضمنت الآيه أنواع البر , وهي ستة أنواع من استكملها فقد استكمل البر :
 أولها: الإيمان بأصول الإيمان الخمسة .
وثانيها:  إيتاء المال المحبوب لذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب .
 وثالثها: إقام الصلاة .
 ورابعها:  إيتاء الزكاة .
وخامسها:  الوفاء بالعهد .
وسادسها: الصبر على البأساء والضراء وحين البأس . . . فهذه خصال البر  . . . ) .
رابعاً : من الأخلاق الفاضلة :
الصبر :
وهو خلق من أخلاق الفس الفاضلة ومن خصال الإيمان , بل من أفضلها : ( ... عن النبي r أنه قال : (( أفضل الإيمان الصبر والسماحة )) )  , والصبر أنواع , فصبر على الطاعة , وصبر على المعصية , وصبر على أقدار الله المؤلمة , أما عند ابن رجب فقد (.... فسر الصبر بالصبر عن المحارم والسماحة بأداء الواجبات ) .
الشكر :
 المؤمن لا ينفك أن يكون بين نعمة ونقمة , والنعمة تقابل بالشكر والبلاء يقابل بالصبر , فالمؤمن صابر شاكر , قال r . (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن )) .                            ذكر ابن رجب قول الله تعالى : ] ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم [ , وعلق عليها بقوله : ( ... فهذا يدل على أن الناس يُسألون عن النعيم في الدنيا هل قامو بشكره أو لا ؟ فمن طولب بالشكر على كل نعمة من عافية وصحة جسم وسلامة حواس وطيب عيش استعصى ذلك عليه ولم تف أعماله كلها بشكر هذه النعم , وتبقى سائر النعم غير مقابلة بشكر صاحبها فيستحق صاحبها العذاب بذلك ) .
الإيثار :
يقول ابن رجب : ( . . فأفضل إطعام الطعام الإيثار مع الحاجة كما وصف الله تعالى بذلك الأنصار رضي الله عنهم : فقال : ] ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة [ .


الحياء :
ذكر ابن رجب عن النبي صلى الله عليه وسلم قول ( (( الحياء والعي شعبتان من الإيمان , والبذاء والبيان شعبتان من النفاق )) ) . وهذا بيان أن الإسلام جاء بالأخلاق الفاضلة وحذر من الأخلاق السيئة , فالتربية الإسلامية تأخذ بمبدأ التخلية , والتخلية تخلي النفس من الأخلاق الذميمة لتحل محلها الأخلاق الفاضلة .







خامساً : الأخلاق الذميمة :
الكبر :
 قال r : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) والكبر يعني عدم قبول الحق , كما يعني احتقال الناس .  يقول ابن رجب : ( يعني التكبر عن قول الحق والانقياد له واحتقار الناس وازدراءهم فهذا هو الكبر ) .

الشح : 
لقد أخبر r : ( ... أن الشح يأمر بالقطيعة وبالبخل ) وفسر البخل بأنه : ( ... إمساك الإنسان ما في يده , والشح تناول ما ليس له ظلماً وعدواناً من مال أو غيره حتى قيل إنه المعاصي كلها ) , ثم ازداد ابن رجب في توضيح معنى الشح فقال : ( الشح هو الحرص الشديد الذي يحمل صاحبه على أن يأخذ الأشياء من غير حلها ويمنعها حقوقها , وحقيقة أن تتشوف النفس إلى ما حرم الله ومنع منه , وأن لا يقنع الإنسان بما أحله الله له من مال أو فرج أو غيرهما ) .

الحرص والعجز والحمق :
 الحرص كما يقول ابن رجب رحمه الله نوعان : ( ... حرص فاجع وحرص نافع , فأما النافع فحرص المرء على طاعة الله , و أما الحرص الفاجع فحرص المرء على الدنيا . . ) , وفي هذا توجيه تربوي بأن يحرص الإنسان على ما ينفعه من طاعة الله وما يقربه إليه وأن لا يغتر بالدنيا ولا يركن إليها فإنها متاع الغرور قال تعالى : ] وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور [ .

الحسد :
من الأخلاق الذميمة ومرض من أمراض القلوب المهلكة حذر منه الإسلام , وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب , ويجلب للحاسد الهم والغم : ( قال بعض الحكماء : أطول الناس هماً الحسود , وأهنأهم عيشاً القنوع ) .

العلو :
وهو من الكبر , وابن رجب له توجيه يفيد كثيراً في توضيح العلو والخلاص منه حيث قال عنه : ( العلو الفاني المنقطع الذي يعقب صاحبه غداً حسرة وندامة وذلة وهوانا ً وصغاراً , فهو الذي يشرع الزهد فيه والإعراض عنه , وللزهد فيه أسباب عديدة , فمنها نظر العبد إلى سوء عاقبة الشرف في الدنيا بالولاية والإمارة لمن لا يؤدي حقها في الآخرة ومنها نظر العبد إلى عقوبة الظالمين والمتكبرين , ومن ينازع الله رداء الكبرياء ومنها نظر العبد إلى ثواب المتواضعين لله في الدنيا بالرفعة في الآخرة .

3-               النمو الإرادي :

ونحددها في ثلاث نقاط : تعريف الإرادة , وارتباط العمل بالنية , والهمة العالية :

أولا : تعريف ابن رجب للإرادة :
 يقول ابن رجب رحمه الله : ( واعلم أن النية في اللغة نوع من القصد والإرادة ) .

ثانياً : ارتباط العمل بالنية  :
إنما يحدد مكانة العمل الصلاح والفساد هو النية و ( حظ العامل من العمل نيته فإن كانت صالحة فعمله صالح ومأجور , وإن كانت فاسدة فعمله فاسد مأزور). ( والله سبحانه يريد من عباده صدق النية والتوجه إليه بالعمل ) . ( والنية تحتاج إلى معالجة ) , ولقد أكد سلفنا الصالح رحمهم الله على إخلاص النية وتوجيه الإرادة إليه , ( قال ابن عجلان : لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى , والنية الحسنة , والإصابة ) .

ثالثاً : الهمة العالية :
( قال الحسن : المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها , ولا ينافس في عزها , له شأن وللناس شأن ) .
( وفي الحقيقة فالمؤمن في الدنيا غريب , لأن أباه لما كان في دار البقا فهمه الرجوع إلى مسكنه الأول ) .










4-               النمو العاطفي :

تعريف المحبة :  
لقد سُئل بعض العارفين عن المحبة فقال : ( الموافقة في جميع الأحوال ...) لإتباع المحبوب فإذا أمر أطيع أمره وإذا نهى اجتنب نهيه , وهذا الالتزام يورث الحب الحقيقي , قال الحسن البصري : ( إنما أحباء الله هم الذين ورثوا طيب الحياة وذاقوا نعيمها بما وصلو إليه من منجاة حبيبهم وبما وجدوا من لذة حبه في قلوبهم ) .                                                                              مال المحب سوى إرادة حبه إن المحب بكل بر يصرع

غاية المحبة :
غاية المحبة توجيه كل الأعمال إلى الله تعالى وطلب مرضاته , ( فالمحبون لله غاية مقاصدهم من الخلق أن يحبوا الله ويطيعوه ويفردوه بالعبودية  والألوهية ) . والذي يفعل هذا ( لا يريد من الخلق جزاء ولا شكوراً وإنما يرجو ثواب عمله من الله )

أنواع المحبة :
( ومحبة الله على درجتين : إحداهما : واجبة , وهي المحبة التي توجب للعبد محبة ما يحبه الله من الواجبات وكراهة ما يكرهه من المحرمات . . . الدرجة الثانية من المحبة : درجة المقربين , وهي أن يمتلأ القلب بمحبة الله تعالى حتى توجب له محبة النوافل والاجتهاد فيها , وكراهة المكروهات و الانفكاك عنها , والرضى بالأقضية والأقدار المؤلمة لصدورها عن المحبوب ) , وتحمل الصعاب في سبيل ذلك لأن ( من عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل ) .

مقتضى محبة الله :
 إن المحبة الحقيقية تردع العبد عن فعل ما حرمه الله عليه وعن ترك ما أمره بفعله , فـ ( المحبة بالقلب موجبة لفعل الخيرات بالجوارح ولترك المنكرات بالجوارح ) .                   ومن مقتضى محبة الله عز وجل حب أوليائه , فلقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : ( به تنال ولاية الله وبه يُوجد طعم الإيمان ....) , ومن مقتضى محبة الله كثرة التردد إلى بيته الحرام لعمرة أو لحج أو زيارة .
يقول ابن رجب : ( . . ما يؤهل للإكثار من التردد إلى تلك الآثار إلا محب مختار . حج علي بن الموفق ستين حجة , فلما كان بعد ذلك قال : جلست في الحجر أفكر في حالي وكثرة تردادي إلى ذلك المكان ولا أدري هل قبل مني حجي أم رد ’ ثم نمت فرأيت في منامي قائلاً يقول لي هل تدعوا إلى بيتك إلا من تحب ؟ قال : فاستيقضت وقد سري عني )

وسائل تربية عاطفة الحب :
تحصل محبة الله عز وجل بكثرة العبادة من النوافل والفرائض واجتناب المحرمات . إن (  . . أفضل ما تستجلب به محبة الله عز وجل فعل الواجبات وترك المحرمات )  وأعظم ما تحصل به محبة الله تعالى من النوافل : تلاوة القرآن وخاصة بتدبر . ومما تحصل به المحبة أيضاً : حب الخلوة بمناجاة الله عز وجل , وحب أوليائه وبغض أعدائه , وتفريغ القلب من محبة غير الله وملئه بحبه عز وجل , وحب المساكين يورث حب الله عز وجل .



الخوف :
ينبغي للمؤمن أن يوجه كل عواطفه ومشاعره وأحاسيسه وجهة إيمانية , فلا يخاف إلا الله عز وجل , ولا يخاف إلا على نفسه إن فرطت في حق من حقوق الله أو فرطت في واجب من الواجبات الشرعية أو ضاع جزء من وقته في غير طاعة الله عز وجل . وهناك تلازم بين معرفة الله عز وجل والخوف منه  ( . . فمن كان بالله أعرف فله أخوف , وفيما عنده أرغب فهو أفضل ممكن دونه في ذلك وإن كثر صومه وصلاته ) .

الحزن :
 يرى ابن رجب رحمه الله تعالى أن ( الحزن والأسى والبكاء يكون على فوات الدرجات العلى والنعيم المقيم ) . فالمؤمن ينبغي أن يشتاق إلى لقاء ربه ويفرح بقدومه عليه , ويحزن إذا صد عن سبيل الله وما يوصل إلى مرضاته .

الفرح :
 للمؤمن مواسم أفراح يفرح فيها , ومنها العيد فهو ( .. موسم الفرح والسرور ) . وقد ورد في الحديث : (( للصائم فرحتان : فرحة عند فطرة , وفرحة عند لقاء ربه )) .                                           لكن الفرح الذي لا يعدله شيء هو الفرح بطاعة الله عز وجل ورضاه , لأن ( أفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بكمال طاعته وحازا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها بفضله ومغفرته كما قال الله تعالى : ] قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحو  هو خير مما يجمعون [ ) .


وسائط التربية عند ابن رجب :
الأسرة :
إن التربية الأسرية التي تسعى التربية الإسلامية إلى تأسيسها وبنائها تستمد مبادئها من سيرة المصطفى r الذي كان قمة في التواضع واللطف ولين الجانب والشفقة والرحمة على الأطفال الصغار , ففي حديث مسلم عن عبدالله ابن جابر قال : ( . . كان النبي r إذا قدم من سفر تلقى بصبيان أهل المدينة , وإنه قدم من سفر فسبق بي إليه فحملني بين يديه ثم جيئ ابني فاطمة فأردفه خلفه , فأدخلنا المدينة ثلاثة على دابة . .  . وفي المسند وصحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( أقبلنا من مكة في حج أو عمرة فتلقانا غلمان من الأنصار كانوا يستقبلون أهليهم إذا قدموا ) .

المسجد :
يقول ابن رجب : عن الجلوس في المساجد : ( هذا يدل على استحباب الجلوس في المساجد لتلاوة القرآن ومدارسته ) .
ويقول ابن رجب : ( وقد كان النبي r أحياناً يأمر من يقرأ القرآن ليسمع قراءته كما كان ابن مسعود يقرأ عليه , وقال : ( إني أحب أن أسمعه من غيري )  .

مجالس العلماء :
مجالس العلماء من أهم وسائط التربية لأنها مجالس ذكر لله وتعليم وتربية فهي شبيهة بمجالس الأنبياء : ( ... قال سهل بن عبدالله : من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء ) , ويقول ابن رجب : ( ومن مجالس الذكر مجالس العلم التي يذكر فيها تفسير القرآن وتروى فيها سنة رسول الله r ) .

الكتاب :
يقول ابن رجب في كتابه القيم أسباب المغفرة تحت عنوان : طلب الاستغفار ممن قلت ذنوبهم حيث قال رحمه الله : ( كان أبو هريرة رضي الله عنه يقول لغلمان الكتاب : قولوا: اللهم اغفرلأبي هريرة ) فيؤمن على دعائهم ) .

مجالس الذكر :
مجالس الذكر تورث من ارتادها رقة في القلب وانكسارًا للنفس وزهداً في الدنيا ( . . كان كثير من السلف إذا خرجوا وعليهم السكينة والوقار , فمنهم من كان لا يستطيع أن يأكل طعاماً عقب ذلك , ومنهم من كان يعمل بما سمعه مدة ) .

المحتوى العلمي والمعرفي عند ابن رجب :
أهمية العلم :
يقول ابن رجب : ( إن العلم يدل على الله من أقرب الطرق وأسهلها , فمن سلك طريقه ولم يعرج عنه وصل إلى الله وإلى الجنة  من أقرب الطرق وأسهلها , فتسهلت عليه الطرق الموصلة إلى الجنة كلها في الدنيا والآخرة ) .
يقول ابن رجب : ( إن الله وملائكته يصلون على أهل الذكر . والعلم من أفضل أنواع الذكر ) .
أنواع العلوم والمعارف :
لقد قسم العلماء العلم إلى ( علم باطن وعلم ظاهر . فالعلم الباطن ما باشر القلب , فأثمر الخشية والخشوع والتعظيم لله والإجلال له والمحبة والأنس والشوق إليه , والظاهر ما كان على اللسان فبه تقوم حجة الله على الانسان )
إن ابن رجب رحمه الله قد أوضح في فكره التربوي وهو يشير إلى أنواع العلوم والمعارف قد أوضح في فكره التربوي وهو يشير إلى أنواع العلوم والمعارف أن أفضل العلوم وأشرفها : ( العلم بالله وهو العلم بأسمائه وصفاته وأفعاله التي توجب لصاحبها معرفة الله وخشية محبته وهيبته وإجلاله وعظمته والتبتل إليه والتوكل عليه والصبر والرضا عنه . . . ويتبع ذلك العلم بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتفاصيل ذلك . والعلم بأوامر الله ونواهيه وشرائعه وأحكامه وما يحبه من عباده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة وما يكرهه من عباده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ) . وهذا هو علم العقائد وهو من أجل العلوم وأفضلها وعلم الفقه وأصوله .  
العلماء الربانيون :
يقول ابن رجب : ( .. من عرف أنه أراد برده على العلماء النصية لله ولرسوله فإنه يجب أن يعامل بالإكرام والاحترام والتعظيم كسائر أئمة المسلمين ومن عرف أنه أراد برده عليهم التنقص والذم وإظهار العيب فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة ) .
طرق التعلم :
ينهى ابن رجب عن الخوض في أقوال المتكلمين المتكلمين أو الفلاسفة فشر محض وكل من دخل في شئ من ذلك تلطخ ببعض أوضاعهم ) .

مصادر العلم :
يقول ابن رجب : ( إن القمر إنما يستفيد نوره من ضوء الشمس , كما أن العالم مقتبس من نور الرسالة , فذلك شبه بالقمر ولم يشبه بالشمس ) .

الطريقة التي يقدم بها المحتوى كما يراها ابن رجب :

مكانة العلماء :
( العالم الذي هو وارث الرسول حقيقة كما أنه ورث عمله ينبغي أن يورث العلم  كما ورث الرسول r العلم , وتوريث العالم العلم هو أن يخلفه بعده بتعليم أو تصنيف ونحو ذلك مما ينتفع به بعد . . . ومن كمال ميراث العالم للرسول أن لا يخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول r , وهذا من جملة الإقتداء بالرسول وبسنته في الزهد في الدنيا وتقلله منها واجتزائه منها باليسير ) .

مسؤولية العلماء :
من مسؤولية العالم أن يعلم كتاب الله ويعمل بما جاء فيه ثم يعلم الناس بقوله وبفعله , لأن ( الفقيه العالم حقاً هو من فهم كتاب الله واتبع ما فيه ).

أنواع العلماء :
للعلماء ثلاثة أقسام ذكرها ابن رجب حيث قال : ( . . كان السلف يقولون : إن العلماء ثلاثة : عالم بالله عالم بأمر الله , وعالم بالله ليس عالماً بأمره , وعالم بأمر الله  ليس عالماً بالله , وأكملهم الأول , وهو الذي يخشى الله ويعرف أحكامه ) .













من صفات العلماء الربانيين :

الصفات الذاتيه :
من أهم الصفات في العالم أن يريد بعلمه وجه الله عز وجل , ويعلم الناس دين الله ابتغاء مرضاته وثوابه سبحانه وتعالى , وبهذا ينال سلطة علمية يتربع بها على عرش القلوب ويخشى منه ويخافه كل شيء لأن (.. العالم إذا أراد بعلمه أن يكثر به الكنوز ,خاف من كل شيء ) .
ومن صفاته الخشية والزهد  , وأن ( لا يتظاهر بالعلم والزهد والورع والحصول على الكرامات حتى يزار وتلتمس بركته ودعاؤه وتقبل يده ) .
يقول ابن رجب معلقاً على هذا ( .. وفي هذا إشارة إلى أن من بعدهم أقل علوماً و أكثر تكلفاً ... فمن كثر علمه وهو قوله فهو الممدوح , ومن كان بالعكس فهو مذموم ) .



صفات طالب العالم مع طلاب العلم :
من صفات العالم مع طلابه أنه يحبهم ويرحب بهم , ويحثهم على العلم والعمل والجد , يقول ابن رجب : (  . . وينبغي للعالم أن يرحب بطلبة العلم ويوصيهم بالعمل . . )  , ويراعي الحالة النفسية لهم , ويخاطبهم على قدر عقولهم ويعطيهم من العلم ما تستطيع عقوله ما استيعابه (( حدثوا الناس بما يعرفون , أتريدون أن يكذب الله ورسوله )) .

صفات طالب العلم مع عامة الناس :
يقول ابن رجب : ( . . كانت الرسل وأتباعهم يصبرون على الأذى في الدعوة إلى الله , ويتحملون في تنفيذ أوامر الله من الخلق غاية المشقه وهم صابرون بها رضوان بذلك . فإن المحب ربما يتلذذ بما يصيبه من الأذى في رضى محبوبه ) .

تيسير العلم لطالبه : 
إن من توفيق الله وفضله ومنه أن : ( . . ييسر لطالب العلم إذا قصد بطلبه وجه الله تعالى والانتفاع به والعمل بمقتضاه فيكون سبباً لهدايته ولدخول الجنه بذلك )
يقول ابن رجب : ( هؤلاء الذين وقفوا مع ظاهر العلم ولم يصل العلم النافع إلى قلوبهم ولا شموا له رائحة , غلبت عليهم الغفلة والقسوة والإعراض عن الآخرة والتنافس في الدنيا ومحبة العلو فيها والتقدم بين أهلها ) .

مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي:

تأليف : زين الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (736-795هـ(
تحقيق : أبو مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
النسخ المعتمدة في التحقيق : الرسائل الخطية المعتمدة في تحقيق مجموع رسائل ابن رجب الحنبلي . :
1-    رسالة في شرح حديث أبي الدرداء " من سلك طريقاً يلتمس فيه علما" ويسمى " ورثة الأنبياء " . ولها أربعة نسخ خطية :                                                                                             الأولى : مصورة من الجامعة الإسلامية .                                                                    الثانية : مصورة من جامعة الملك سعود ، وهي سقيمة .                                                              الثالثة : مصورة من المكتبة السعودية 686/86 .                                                       الرابعة : مصورة من مكتبة على الشبل مجموع ( 533-583) .
2-   رسالة في شرح حديث " ما ذئبان جائعان " ويسمى " ذم الجاه والمال " ولها سبعة نسخ خطية :
الأولى : نسخة دار الكتب المصرية برقم (1509) حديث .                                               الثانية : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .                                                 الثالثة : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم (824/1) م ص .                                   الرابعة : نسخة مصورة عن المكتبة السعودية (686/86) .                                          الخامسة : نسخة مصورة من مكتبة علي الشبل (533-583) .                                          السادس : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود (1637/6) .                                            السابعة : نسخة مصورة من مكتبة الأوقاف بالعراق (2/6685 مجاميع ) .
3-   رسالة في شرح حديث " لبيك اللهم لبيك " . ولها ثلاث نسخ خطية :                                   الأولى : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .                                                       الثانية : نسخة مصورة من الجامعة الإسلامية .                                                             الثالثة : نسخة مصورة من الجامعة الإسلامية أيضاً .
4-   رسالة في شرح حديث عمار بن ياسر :اللهم بعلمك الغيب . " . ولها ثلاث نسخ خطية :              الأولى : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .                                                      الثانية : نسخة مصورة من الجامعة الإسلامية .                                                                         الثالثة : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود .
5-   رسالة في شرح حديث " مثل الإسلام " . وله نسخة خطية مصورة ضمن مجموع فاتح استانبول .
6-   رسالة " غاية النفع في شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع " . ولها ثلاث نسخ خطية :               الأولى : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .                                                 الثانية : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود (1637/13) .                                                الثالثة : نسخة مصورة من المكتبة السعودية رقم ف 56/16 .
7-   رسالة الحكم الجديرة بالإذاعة . ولها نسختان خطيتان :                                                    الأولى : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .                                                       الثانية : نسخة مصورة من المكتبة السعودية تحت رقم (56/16ب) .
8-    رسالة في " ذم قسوة القلب " . ولها نسختان :                                                             الأولى : نسخة ضمن مجموع بعنوان " كتاب التوحيد " كتبه الشيخ محمد بن محمد بن عبدالدايم الباهي ، وهي نسخة مصححة ومقابلة ومكتوبة في حياة المؤلف سنة 787هـ .                                    الثانية : نسخة شهيد علي باستانبول برقم (543) .
9-   رسالة في " ذم الخمر " . ولها نسختان خطيتان :                                                                 الأولى: نسخة مصورة من دار الكتاب الوطنية بتونس من مجموع برقم (157) .                           الثانية : نسخة مصورة من مجموع فاتح باستانبول برقم (5318) .
10-                     رسالة " الذل والإنكسار للعزيز الجبار " وهو الاسم الصواب لها . وتسمى " الخشوع في الصلاة " . ولها ثلاث نسخ خطية :                                                                                     الأولى : مصورة من جامعة الملك سعود برقم (672) .                                                            الثانية : مصورة من المكتبة السعودية برقم (527/86) .                                                الثالثة : مصورة من دار الكتب المصرية " مصورات خارج الدار " تحت رقم ميكروفيلم (47883) .
11-                      رسالة " كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة " . وهو شرح حديث بدأ الإسلام غريباً . ولها خمس نسخ خطية :                                                                                              الأولى : مصورة من دار الكتب المصرية ، وهي نسخة قوبلت على أصل مقروء على المؤلف وعليه خطه
الثانية : مصورة من معهد المخطوطات العربية برقم ( 441) تصوف ، وهي ضمن مجموع مصور من مكتبة بلدية الإسكندرية .                                                                                        الثالثة والرابعة : مصورتان من جامعة الملك سعود .                                                             الخامسة : مصورة من مكتبة علي الشبل (533-583) .
12-                     رسالة في شرح حديث شداد بن أوس " إذا كنز الناس الذهب والفضة " . ولها أربع نسخ خطية :
  الأولى : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول(5318) ، نسخت سنة 893هـ .                        الثانية : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود ضمن مجموع رقم 1637/12م وتاريخ نسخها سنة 1334هـ .                                                                                                      الثالثة : نسخة مكتبة وزارة الأوقاف ببغداد ضمن مجاميع تحت رقم 25/4767 مجاميع  .            الرابعة : نسخة مصورة من مكتبة جامعة الملك سعود ضمن مجموع (1817/8م) .
13-                     رسالة " البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى " . ولهاأربع نسخ خطية :                                                                                                        الأولى : نسخة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318).                                                    الثانية : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم ( 1637) نسخت سنة 1334هـ .                    الثالثة : نسخة ضمن مجموع محفوظ بالمكتبة السعودية برقم (56/16ب) نسخت سنة 1337هـ .
الرابعة : نسخة ضمن مجموع بجامعة الملك سعود برقم (1817) .
14-                      رسالة " تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال " . ولها نسخة خطية ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .
15-                     رسالة " الفرق بين النصيحة والتعيير " . لها ثلاث نسخ خطية :                                الأولى : نسخة مصورة من الجامعة الإسلامية .                                                              الثانية : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود .                                                             الثالثة : نسخة مصورة من علي الشبل ، ضمن مجموع .
16-                      جزء فيه الكلام على حديث " يتبع الميت ثلاث " . وله نسخة خطية ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .
17-                     صدقة السر وفضلها . ولها نسخة خطية ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318) .
18-                      نزهة الأسماع في مسألة السماع . ولها أربع نسخ خطية :                                     الأولى : نسخة دار الكتب المصرية فقه تيمور (417) .                                                                الثانية : نسخة دار الكتب المصرية أيضاً برقم (21613ب) ، وهذه النسخة أقحم فيها رسالة أخرى في الغناء لعلي القاري .                                                                                            الثالثة : نسخة مصورة من المكتبة السعودية (686/86) .                                                       الرابعة : نسخة شيستربيتي برقم (4242) .
19-                     سيرة عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز . لها نسخة مصورة من جامعة الملك سعود عن المكتبة السعودية .
20-                     تفسير سورة النصر . ولها ثلاث نسخ خطية :                                                    الأولى : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم (4433) .                                          الثانية : نسخة مصورة من مكتبة الأوقاف العراقية برقم (5/3809- مجاميع ) .                             الثالثة : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود أيضاً برقم (1639) .
21-                     تفسير سورة الإخلاص . ولها ثلاث نسخ خطية :                                                  الأولى : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم (4433) .                                          الثانية : نسخة مصورة من مكتبة الأوقاف العراقية برقم (6/3809- مجاميع ) .                       الثالثة : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم (1637) .
22-                     مقدمة تشتمل على أن جميع الرسل كان دينهم الإسلام . لها نسخة مصورة من دار الكتب المصرية برقم (1379- علم الكلام ) .
23-                     القول الصواب في تزويج أمهات أولاد الغياب . لها نسخة خطية مصورة من جامعة الملك سعود ضمن مجموع برقم (1817/4م ) .
24-                      رسالة في رؤية هلال ذي الحجة . ولها أربع نسخ خطية :                                        الأولى : نسخة مصورة من المكتبة السعودية برقم (527/86) .                                            الثانية : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم (56/16ف) .                                      الثالثة : نسخة مصورة من دار الكتب المصرية ضمن مجموع برقم (493) فقه تيمور .                       الرابعة : نسخة مصورة من جامعة الملك سعود برقم (1817/3) .
25-                     قاعدة في إخراج الزكاة على الفور . لها نسخة خطية واحدة كتبت بخط نسخي جيد وهي من خطوط القرن التاسع تقريباً نقلت من خط المؤلف وكتب الناسخ في آخرها : بلغ مقابلة وتصحيحاً على حسب الطاقة ، وهي من مصورات دار الكتب المصرية برقم (79) فقه حنبلي .
26-                     الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة . ولها نسختان خطيتان :                              الأولى : نسخة بخط حمد بن عبدالعزيز العريني وتاريخ نسخها 1343هـ . وهي نسخة مقابلة على أصلين .                                                                                                                  الثانية : نسخة أخرى من خطوط القرن الثالث عشر تقريباً وهي نسخة جيدة مصححة ومقابلة ولكن بها بعض البياض .
27-                     مختصر في معاملة الظالم السارق . وله نسخة مصورة من مجموع فاتح باستانبول (5318) .
28-                     أحكام الخواتيم . ولها ثلاث نسخ خطية مصورة من دار الكتب المصرية :                     الأولى : برقم (23794ب) .                                                                                     الثانية : برقم 59 فقه حنبلي .                                                                                         الثالثة : برقم (23178ب) .
29-                     سالة في شرح حديث " إن أغبط أوليائي " . لها نسختان :                                                  الأولى : نسخة مصورة ضمن مجموع فاتح باستانبول (5318).                                        الثانية : نسخة مصورة من مختصر اختصره أحمد بن حسن بن عبدالهادي وهي مصورة من مكتبة سوهاج باسم كتاب " المنتقى من كتب ابن رجب ومن كتاب الزهد للإمام أحمد " ، وهي من مصورات معهد المخطوطات العربية بالقاهرة برقم 512 حديث .
30-                      الكلام في قوله تعالى :{ إنما يخشى الله من عباده العلماء } . وهي من مصورات دار الكتب المصرية ( مجاميع حليم 28). الناشر : مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة
رقم الطبعة : الأولى
تاريخ الطبعة: 08/02/2002
نوع التغليف: لف
عدد الأجزاء : 2
عدد الصفحات : 814
حجم الكتاب : 17 * 24 سم
التصنيف : / مصطلحات إسلامية عامة / مباحث إسلامية متنوعة / رسائل متعددة الموضوعات
نبذة عن الكتاب : هذا الكتاب عبارة عن مجموع فيه ثلاثون رسالة من رسائل الحافظ ابن رجب (ت795هـ ) جمعت علوما شتى في التوحيد والفقه والتفسير والحديث والزهد والآداب والمواعظ والرقائق والسير والتاريخ , والرسائل المجموعة هي :
الرسالة الأولى : ورثة الأنبياء شرح حديث أبي الدرداء .
الرسالة الثانية : شرح حديث ما ذئبان جائعان.
الرسالة الثالثة : شرح حديث لبيك اللهم لبيك .
الرسالة الرابعة : شرح حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه .
الرسالة الخامسة : شرح حديث مثل الإسلام .
الرسالة السادسة : غاية النفع في شرح حديث تمثيل المؤمن بخامة الزرع .
الرسالة السابعة : الحكم الجديرة بالإذاعة من قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف بين يدي الساعة .
الرسالة الثامنة : ذم قسوة القلب .
 
الرسالة التاسعة : ذم الخمر .
الرسالة العاشرة : الذل والإنكسار ( وهو المشهور بالخشوع في الصلاة ).
الرسالة الحادية عشر : كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة .
الرسالة الثانية عشر : جزء في الكلام على حديث شداد بن أوس إذا كنز الناس الذهب والفضة .
الرسالة الثالثة عشر : البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى .
الرسالة الرابعة عشر : تسلية نفوس النساء والرجال عند فقد الأطفال .
الرسالة الخامسة عشر : الفرق بين النصيحة والتعبير .
الرسالة السادسة عشر : جزء في الكلام على حديث يتبع الميت ثلاث .
الرسالة السابعة عشر : صدقة السر وفضلها .
الرسالة الثامنة عشر : نزهة الأسماع في مسألة السماع " أحكام الغناء والمعازف " .
الرسالة التاسعة عشر : سيرة عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز .
الرسالة العشرون : تفسير سورة النصر .
الرسالة الحادية والعشرون : تفسير سورة الإخلاص .
الرسالة الثانية والعشرون : مقدمة تشتمل على أن جميع الرسل كان دينهم الإسلام .
الرسالة الثالثة والعشرون : القول الصواب في تزويج أمهات أولاد الغياب .
الرسالة الرابعة والعشرون : رسالة في رؤية هلال ذي الحجة .
الرسالة الخامسة والعشرون : قاعدة في إخراج الزكاة على الفور .
الرسالة السادسة والعشرون : الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة .
الرسالة السابعة والعشرون : مختصر في معاملة الظالم السارق .
الرسالة الثامنة والعشرون : أحكام الخواتيم .
الرسالة التاسعة والعشرون : شرح حديث " إن أغبط أوليائي " .
الرسالة الثلاثون : الكلام على قوله تعالى : ]إنما يخشى الله من عباده العلماء[.

وجميع هذه الرسائل مما سبق طبعه وتحقيقه مفرداً ما عدا الرسالة التاسعة في هذا المجموع وهي رسالة في ذم الخمر ، فإنها نشرت ضمن العدد الخامس عشر من مجلة الحكمة ( الصادرة ببريطانيا ).
والحافظ ابن رجب رحمه الله من الأئمة المحققين الذين اجتمعت فيهم أدوات الاجتهاد بأكمل صورها ( كنا قد تعرضنا لشئ من ذلك في قراءة حول رسالته " أحكام الاختلاف في رؤية هلال ذي الحجة " ونشرت بالموقع ) وإضافة إلى ذلك ، فقد برع بشكل واضح في الحديث عن أمور الزهد والرقائق ، واعتنى ببيان ذلك من خلال شروحه للأحاديث النبوية ( وقد تضمن هذا المجموع طائفة منها ) مما يجعل القارئ لكتبه يشعر أنه يتنقل في روضة غناء تفيض بالعلم والحكمة ، ولعل ذلك من ثمار تلمذته على شيخه المحقق الجليل شمس الدين ابن قيم الجوزية الذي يمثل قمة شامخة ومعلما بارزا من معالم العلم والدين .
الملاحظات :-
*  لم يشر محقق هذا المجموع إلى ما سبق طبعه من هذه الرسائل ،ويبدو أنه لم يطلع على بعض الطبعات بل كان اعتماده كليا على المخطوطات .

* جمع رسائل الحافظ ابن رجب رحمه الله في مجموع واحد عمل من الأعمال النافعة لأنها تيسر على طلبة العلم مؤونة جمع وحفظ الرسائل المتفرقة خاصة وأنها طبعت في أزمان متفاوتة ، وقد علمنا من المحقق أنه يعمل في المجلد الثالث من المجموع ونرجو أن يتم ذلك قريبا .
* وقع في الفصل الأخير من رسالة الفرق بين النصيحة والتعيير ص417 من هذه الطبعة ما يلي :
ومن بلي بشيء من هذا الأذى والمكر فليتق الله [ ويستعن ](1) به ويصبر ، فإن العاقبة للتقوى .
وفي الحاشية رقم (1) : في جميع النسخ : ويستعين . وأجريناه على عمل العطف على المجزوم .أهـ كلام المحقق .
وكان الأولى إثبات ما في جميع النسخ - وهي ثلاث - لا سيما - أن المقرر في النحو العربي - أنه إذا وقع بعد جواب الشرط فعل مضارع مقرون بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه : الجزم على العطف ، والرفع على الاستئناف ، والنصب بأن مضمرة وجوباً بعد واو المعية الواقعة في جواب الشرط المشبه للاستفهام ، وقد قرئ بالأوجه الثلاثة فعل ( يذرهم ) في قوله تعالى : { من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم . } [ سورة الأعراف : 186] ، وعسى أن يستدرك المحقق ذلك في طبعة قادمة .
* لم يصنع المحقق فهارس مفصلة للموضوعات ، ولا فهارس للآيات والأحاديث ، ولعله أخر ذلك إلى حين فراغه من تحقيق بقية الرسائل التي بين يديه ، لكننا نؤكد على أهمية إكمال هذا المشروع بفهرسته بالفهارس اللازمة





















المصادر والمراجع :
1-               الخشوع في الصلاة , ابن رجب .
2-               ثلاث رسائل للحافظ ابن رجب , تحقيق محمد ناصر العجمي . الدار السلفية .
3-               جامع العلوم والحكم , ابن رجب .
4-               لطائف المعارف , لابن رجب .
5-               ما ذئبان جائعان , لابن رجب .
6-               الاستخراج لأحكام الخراج , ابن رجب .
7-               المحجة في سير الدجلة , ابن رجب .
8-               أبولاوي, أمين. (1999). أصول التربية الإسلامية. الدمام. دار ابن الجوزي .
9-               أحمد, لطفي. (1982). في الفكر التربوي الإسلامي. الرياض: دار المريخ .
10-         خضر, فخري. (1982). تطور الفكر التربوي. دار الرشيد للنشر والتوزيع. بدون مكان النشر .
11-         عبود, عبدالغني. (1977). في التربية الإسلامية. القاهرة: دار الفكر العربي .
12-         عبود, عبدالغني. (1978). دراسة مقارنة لتاريخ التربية. القاهرة: دار الفكر العربي .
13-         عبيدات, ذوقان وعبدالرحمن عدس وكايد عبدالحق. (1988). البحث العلمي مفهومه, أدواته, أساليبه. عمّان: دار الفكر للنشر والتوزيع .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق